في زحام منصات التداول الرقمية، تخرج منصة MEXC من بين الركام كاسمٍ يثير الجدل أكثر مما يثير الثقة. خلف أرقامها البراقة، تغيب الشفافية وتُطرح علامات استفهام لا يمكن تجاهلها. لا ترخيص، لا جهة رقابية، ولا إجابة واضحة عن أبسط سؤال: من يضمن أمان أموالك؟ ولكن نحن سنجيب. ونجيبك أيضًا إن كانت شركة MEXC نصابة أم لا، وهل التعامل معها حلال؟ وأوكد لك أن هذه الإجابات لن تراها في مرابعها التسويقية، بل ستجدها في التقارير والتقييمات المحايدة كحال مقالنا هذا.
جدول المحتويات
تأسست منصة MEXC عام 2018، وظهرت كواحدة من الجهات التي تروّج لنفسها كمزود لخدمات تداول العملات الرقمية. تدّعي التوسع في أكثر من 170 دولة وخدمة 30 مليون مستخدم، لكنها تفتقر إلى أي إثبات قانوني أو تنظيمي يدعم هذه الادعاءات. ورغم واجهتها التقنية المتقدمة، فإن غياب مقر واضح أو جهة رقابية صارمة يثير الجدل حول مدى جديتها في حماية أموال المتداولين.
من حيث الحسابات، تتيح MEXC خيارات تبدأ من حساب تجريبي وصولًا إلى حساب فعلي، بإيداع يبدأ من دولار واحد، ما يبدو جذابًا ظاهريًا لكنه يفتح الباب أمام نشاطات غير موثقة. كما أن المنصة تعتمد فقط على المحافظ الرقمية في عمليات السحب والإيداع، مما يقيّد المستخدمين ويزيد من تعقيد التعاملات، خاصة في حالات السحب التي قد تواجه تأخيرًا أو رسومًا غير معلنة.
أما التراخيص، فلا تذكر MEXC أي جهة تنظيمية تخضع لها، ولا تقدم ما يثبت امتثالها لأي قانون مالي دولي أو محلي. هذا الغياب الكامل للرقابة يجعلها خارج إطار الثقة، ويضعها في خانة المنصات التي تعمل في الظل، دون ضمانات حقيقية أو حماية قانونية للمستخدم. كما أن منصتها الخاصة، رغم تعدد أدواتها، لا تضيف قيمة فعلية تتجاوز ما هو متاح لدى عشرات المنصات الأخرى، بل تفتقر إلى أي ميزة تنافسية حقيقية.
لا يمكن إطلاق وصف "نصابة" على منصة MEXC دون أدلة قانونية دامغة، لكن المؤشرات المتوفرة تثير الكثير من الشكوك. فبحسب مراجعات وتحليلات مختصة، المنصة لا تحمل أي ترخيص تنظيمي معتمد، ولم تكشف عن أي جهة رقابية تخضع لها، ما يجعلها خارج إطار الموثوقية. كما وُجهت إليها اتهامات تتعلق بالتلاعب في الأسعار داخل منصتها الخاصة، إلى جانب استخدام أساليب دعائية مضللة تهدف إلى جذب المستخدمين الجدد واستغلالهم ماليًا، وهو ما يضعها في دائرة الريبة ويجعل التداول عبرها محفوفًا بالمخاطر.
يؤخذ على منصة ام اي اكس سي العديد من العيوب وبعض الميزات، التي تتلخص في الجدول التالي:
ميزات منصة ام اي اكس سي | عيوب منصة ام اي اكس سي |
توفر حساب تجريبي | غياب كامل للتراخيص |
لا توفر منصات تداول موثوقة | |
طرق الإيداع والسحب محدودة | |
غياب تام للبيانات التعريفية | |
أنواع الحسابات محدودة |
منصة MEXC لا توضح في أي موضع أنها تخضع لرقابة تنظيمية أو تمتثل لأي جهة قانونية، سواء محلية أو دولية، وهو ما يضعها خارج إطار الثقة تمامًا. فخلال مراجعة دقيقة لموقعها الرسمي، لم يُعثر على أي تصريح أو وثيقة قانونية تشير إلى وجود ترخيص فعلي، مما يعني أن المنصة تعمل دون غطاء قانوني واضح. هذا الغياب الكامل للتراخيص يجعل التداول عبرها مخاطرة حقيقية، حيث لا توجد أي جهة يمكن الرجوع إليها في حال حدوث نزاع أو خسارة. وبذلك، فإن التعامل معها يضع المستخدم في مواجهة مباشرة مع منصة غير خاضعة لأي مساءلة قانونية، وهو ما يثير شكوكًا جدية حول مصداقيتها.
تقتصر عروض MEXC على تداول العملات الرقمية فقط، دون أي تنويع في المنتجات المالية أو أدوات التداول الأخرى. ومن أبرز العملات التي تتيح المنصة التعامل بها:
توفّر شركة ام اي اس سي اكس سي نوعين من الحسابات، هما:
يستخدم لأغراض التدريب فقط، حيث يتيح تداول العملات الرقمية بشكل افتراضي دون استخدام أموال حقيقية. الهدف منه هو اختبار المنصة واكتشاف آليات التداول، لكنه لا يعكس بالضرورة واقع السوق أو المخاطر الفعلية التي قد تواجهها في الحساب الحقيقي.
يُقدَّم كخيار قياسي للمتداولين، مع رسوم منخفضة كما تدّعي المنصة، ويشمل إمكانية الوصول إلى أوامر تداول متنوعة. كما تروج المنصة لحسابات VIP، لكنها لا توضح ما يميزها فعليًا أو ما إذا كانت تقدم مزايا حقيقية تتناسب مع المبالغ المطلوبة. في المجمل، تبقى هذه الحسابات محدودة في التنوع ولا تقدم تجربة تداول متقدمة مقارنة بمنصات أخرى أكثر احترافية.
توفر الشركة طرق محدودة جدا لعمليتي الإيداع والسحب اذ تقتصر على محتويات الجدول التالي:
طرق الإيداع والسحب | مدة تنفيذ الإيداع | مدة تنفيذ السحب | العمولة |
المحافظ الرقمية | فوري | حسب الشبكة | حسب نوع العملة |
التحويل الداخلي بين المستخدمين | فوري | فوري | بدون عمولة |
تعتمد شركة MEXC على نظام تداول خاص بها، يتيح التعامل مع مجموعة من العملات الرقمية دون الاستناد إلى منصات تداول خارجية معروفة. يمكن الوصول إلى هذه المنصة عبر أجهزة الكمبيوتر أو تطبيقات الهواتف الذكية التي تعمل بنظامي Android وiOS. ورغم الترويج لوجود أدوات تحليل ورسوم بيانية متقدمة، إلا أن هذه الميزات تُعرض كجزء من حملة تسويقية مرتبطة ببونصات الإيداع، دون توضيح فعلي لقيمتها أو فعاليتها في تحسين تجربة التداول.
تفرض MEXC رسومًا متفاوتة حسب نوع النشاط داخل المنصة. في التداول الفوري، تبلغ العمولة 0.050%، بينما تنخفض في تداول العقود الآجلة إلى 0.040%. أما رسوم السحب، فهي غير ثابتة وتعتمد على العملة الرقمية المستخدمة، حيث توجد عملات تُسحب دون أي تكلفة، في حين تُفرض نسب متفاوتة على أخرى تصل إلى 1% أو 0.4% أو 0.2%. هذا التباين في الرسوم يجعل من الضروري التحقق من تفاصيل كل عملية قبل تنفيذها، لتجنب المفاجآت غير المعلنة.
نحن لسنا جهة دينية مخوّلة بإصدار الفتاوى أو الأحكام الشرعية، لكن يمكننا عرض ما ورد عن العلماء والهيئات المعتمدة. وبالرجوع إلى طبيعة عمل منصة MEXC، فهي لا توفّر حسابات إسلامية خالية من فوائد التبييت، مما يعني أن التداول عبرها يتضمن رسومًا إضافية تُفرض على الصفقات المفتوحة لعدة أيام، وهي ما يُعرف بالفوائد الربوية، وبحسب فتوى الشيخ سعود بن إبراهيم الشريم، أحد علماء الخليج وعضو هيئة كبار العلماء في السعودية، فإن هذه الرسوم تُعد من الربا المحرّم إذا كانت ناتجة عن استخدام الرافعة المالية أو تأخير إغلاق الصفقة، وهو ما ينطبق على معظم المنصات غير الإسلامية، حيث ورد ذلك صراحة في فتوى رقم 491614 على موقع إسلام ويب، والتي تنص على أن رسوم التبييت المرتبطة بالقرض أو الرافعة المالية تدخل في باب الربا، ولا يجوز التعامل بها شرعًا. يمكنك الاطلاع على نص الفتوى الكامل من خلال فتوى رقم 491614 على موقع إسلام ويب.بناءً عليه، فإن التداول عبر منصة MEXC لا يُعد متوافقًا مع الضوابط الشرعية، ويُوصى بتجنّبه لمن يبحث عن تداول إسلامي خالٍ من الربا.
توفر شركة ام اي اكس سي عدة قنوات للتواصل مع فرق الدعم، أبرزها:
منصة MEXC لا تخضع لأي جهة رقابية رسمية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. عند مراجعة مصادرها الرسمية، لا تظهر أي إشارات إلى امتثال قانوني أو ترخيص صادر عن هيئة تنظيمية معروفة، ما يضعها خارج إطار المنصات المعتمدة قانونيًا.
لا يمكن الجزم بذلك دون أدلة قانونية، لكن غياب الترخيص الرسمي وورود شكاوى حول التلاعب بالأسعار وأساليب التسويق المضللة يثير الكثير من الشكوك. لذلك، يُنصح بالتعامل معها بحذر شديد.
منصة MEXC تفتقر لأي ترخيص صادر عن جهة رقابية مالية معترف بها، ما يجعلها خارج إطار المنصات التي يمكن الوثوق بها قانونيًا. غياب التنظيم الرسمي يعني أن أموال المستخدمين لا تحظى بأي حماية مؤسسية، وفي حال حدوث نزاع أو خسارة، لا توجد جهة يمكن الرجوع إليها.
المنصة لا تفصح عن مقر رئيسي واضح أو عنوان رسمي يمكن التحقق منه، بل تكتفي بالإشارة إلى أنها تعمل في أكثر من 170 دولة حول العالم. هذا التعميم المبالغ فيه دون تحديد موقع فعلي يعزز الغموض المحيط بها، ويثير تساؤلات جدية حول بنيتها القانونية وشرعية نشاطها التجاري.
المنصة لا تفرض حدًا أدنى ثابتًا للإيداع، ما يعني أن المستخدم يمكنه بدء التداول بأي مبلغ يختاره، حتى لو كان بسيطًا. هذا الانفتاح في الإيداع قد يبدو مرنًا، لكنه أيضًا يفتقر إلى الضوابط التي تضعها عادةً المنصات المنظمة، ويعكس غياب سياسة مالية واضحة.